اقتصاد المغرب

القطب الفلاحي اللوكوس يعزز الصناعة التحويلية ويستكمل سلسلة القيمة الفلاحية

شهدت سنة 2023 بداية تجسد مشروع القطب الفلاحي اللوكوس الواقع بجماعة زوادة بإقليم العرائش. يهدف هذا المشروع إلى تعزيز استقطاب جهة طنجة-تطوان-الحسيمة لاستثمارات كبيرة في مجال الصناعة التحويلية الفلاحية، واستكمال سلسلة قيمة الإنتاج الزراعي، وتعزيز مكانة جهة الشمال في الحركة الاقتصادية الوطنية.

يندرج هذا القطب الفلاحي ضمن برنامج 7 أقطاب فلاحية في 6 جهات، والتي تشكل دعامات تنزيل استراتيجية الجيل الأخضر 2020-2030. يمتد القطب الفلاحي اللوكوس، الذي يعتبر منصة للصناعات الغذائية، على مساحة إجمالية قدرها 150 هكتارا بغلاف مالي يناهز 457 مليون درهم.

في هذا السياق سيمكن المشروع، الذي تم تسويقه بشكل كامل لدى المستثمرين الراغبين في الاستقرار به، من تعزيز قطاع الزراعات الفلاحية في الجهة، وتثبيت الهوية الفلاحية لإقليم العرائش، كما يهدف إلى توسيع نطاق الاستثمار في الصناعات والخدمات الغذائية والصناعات التحويلية.

ويحمل هذا الورش الكبير والنوعي، الذي يرتقب أن يحدث 10 آلاف فرصة شغل مباشرة وغير مباشرة ويساهم في خلق دينامية اقتصادية جهوية، دلالة كبرى على استمرار وتواصل مسار التنمية بفضل الرؤية الملكية الرشيدة.

ويعتبر سهل اللوكوس، منذ عقود من الزمن، من المناطق المغربية الرائدة في إنتاج الفواكه والخضروات التي تصدر منها نسبة مهمة. إلا أن مشروع القطب الفلاحي جاء ليرسي منصة صناعية تحويلية محلية لضمان رفع القيمة المضافة المحلية، عبر تثمين الإنتاج الفلاحي وتحويله محليا، وبالتالي استكمال سلسلة القيمة من الإنتاج إلى غاية التصنيع.

ويمتد الشطر الأول من المشروع الهيكلي على مساحة 50 هكتارا، حيث تم الشروع في حشد المستثمرين المرتقبين. ونظرا لمؤهلات المشروع فإنها ستسمح بحشد عدد كبير من الفاعلين في قطاع الصناعات الفلاحية.

وفق رؤية متكاملة، تم تقسيم القطب الفلاحي على أربعة فضاءات، تتمثل في “فضاء الصناعات الغذائية” و”قطب التكنولوجيا” و”قطب الخدمات” و”قطب الجودة”.

ومن خصوصيات هذا المشروع أيضا جدواه الطاقية ومساهمته في تحقيق النجاعة الطاقية عبر اعتماد موارد طاقية نظيفة تستحضر التغيرات المناخية ومكافحة التلوث بكل اشكاله.

ويأتي هذا المشروع المهيكل تتويجا لسلسلة من البرامج النوعية للارتقاء بقطاع الفلاحة بالجهة لجعله رافعة للتنمية المحلية ولمواكبة التطور المضطرد الذي تشده باقي القطاعات.

ومن شأن هذه المشاريع مجتمعة أن تستعيد مكانة القطاع الفلاحي في المنظومة الاقتصادية المحلية، في أفق إطلاق دينامية تنموية تجعل من المجالات القروية فضاء لإحداث الثروة وتوفير مناصب الشغل وبالتالي عصرنة القطاع الفلاحي وبروز طبقة متوسطة قروية.

و يمثل مشروع القطب الفلاحي اللوكوس خطوة مهمة في مسار التنمية الاقتصادية والاجتماعية لجهة طنجة-تطوان-الحسيمة. فمن خلال توفيره لبنية تحتية صناعية تحويلية متطورة، سيساهم هذا المشروع في خلق فرص شغل جديدة ورفع القيمة المضافة للمنتجات الفلاحية المحلية.

كما سيساهم المشروع في تعزيز مكانة جهة الشمال في الحركة الاقتصادية الوطنية، حيث سيضعها في مصاف الجهات الرائدة في مجال الصناعة الغذائية.

ولعل أهم ما يميز هذا المشروع هو حرصه على تحقيق الاستدامة البيئية، حيث سيعتمد على مصادر طاقة نظيفة. كما سيساهم المشروع في تطوير القطاع الفلاحي المحلي من خلال توفير خدمات الدعم والمواكبة للمنتجين.

إجمالا، يمكن القول أن مشروع القطب الفلاحي اللوكوس هو مشروع طموح يشكل فرصة سانحة لجهة طنجة-تطوان-الحسيمة للارتقاء بقطاع الفلاحة وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

0
0
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى