المغرب يُضاعف قدرات تحلية مياه البحر لمواجهة تحديات الجفاف وشح المياه

تطمح المملكة المغربية إلى زيادة إنتاج المياه المحلاة بشكل كبير لمواجهة النقص الناجم عن الجفاف وتغيرات المناخ، التي تهدد بتحول المملكة من وضع ندرة المياه إلى إجهاد مائي.

وقد أعلنت وزارة التجهيز والماء عن استخدام أكثر من 42 محطة متنقلة لتحلية مياه البحر، مع خطط لاقتناء 20 محطة جديدة، بالإضافة إلى استغلال ثلاث محطات كبيرة في منطقة سوس ماسة بجنوب المغرب، وتشييد محطات أخرى في عدة مدن.

ويشهد المغرب تراجعاً في موارده المائية، حيث تبلغ كمية المياه المتاحة في السنة العادية حوالي 22 مليار متر مكعب، مما يعني حصة تقدر بنحو 650 متر مكعب للفرد، ومن المتوقع أن تنخفض هذه الحصة بسبب ندرة المياه، ويتوقع أن تصل إلى 500 متر مكعب للفرد، مما يجعل المملكة تواجه تحديات مائية خطيرة.

و تم وضع خطة في المغرب لتوفير المياه الصالحة للشرب ومياه الري حتى عام 2027، بتكلفة تقدر بحوالي 14.3 مليار دولار، بهدف مواكبة الطلب المتزايد وتقليل تأثيرات التغيرات المناخية.

وفي يناير، أعلنت وزيرة الاقتصاد والمالية المغربية، نادية فتاح العلوي، عن تسريع برنامج بقيمة 14 مليار دولار لزيادة موارد المياه ومواجهة الجفاف الذي أثر سلباً على نمو الاقتصاد.

و تعتبر تحلية مياه البحر بمثابة حلاً تقنياً أصبح أكثر استخداماً في ظل تزايد الإجهاد المائي، وزاد عدد المحطات بشكل كبير خلال السنوات العشر الماضية، حيث وصل إجمالي عددها عالمياً إلى 21 ألف محطة.

وأصبحت هذه المحطات جزءاً أساسياً من الجهود التي يبذلها المغرب لتعبئة موارده المائية في ظل نقص المياه.

في إطار هذه الجهود، أطلق المغرب مشروعاً في الدار البيضاء لإنتاج 300 مليون متر مكعب من مياه البحر، بهدف توفير مياه الشرب لسكان العاصمة الاقتصادية واستخدام مياه الأمطار في الري، خاصةً بعد منعها من الزراعات بسبب الجفاف.

يتضمن هذا المشروع تكلفة تقدر بنحو 1.1 مليار دولار لتمويل مصنع التحلية، بالإضافة إلى بناء محطة للطاقة الريحية لتشغيل المصنع.

من المتوقع أن تكون المحطة في الدار البيضاء هي الأكبر في إفريقيا، ومن المتوقع أن تسهم مع محطات أخرى في تحقيق هدف بلوغ 1.4 مليار متر مكعب في عام 2030، بما في ذلك 560 مليون متر مكعب من مجمع الفوسفات.

تم التوصل إلى اتفاق بين الحكومة والمكتب الشريف للفوسفات لتوفير مياه الشرب لمدينتي آسفي والجديدة عبر تحلية مياه البحر، حيث تم تأمين كميات كبيرة من المياه في العام الماضي.

وفي انتظار تحقيق هذا الهدف، تعمل 14 محطة بقدرة إنتاجية تصل إلى 192 مليون متر مكعب، مع وجود محطات أخرى في مرحلة الإنجاز أو الدراسة.

يسعى المغرب إلى بناء المزيد من محطات تحلية مياه البحر في المدن الساحلية بالتعاون بين القطاعين العام والخاص، بهدف استخدام مياه السدود لتلبية احتياجات المدن الداخلية ومياه الري.