العملات

اليورو يتراجع بعد مكاسب الأسابيع الماضية

تراجع اليورو في السوق الأوروبية يوم الجمعة مقابل سلة من العملات العالمية، مواصلاً خسائره لليوم الثاني على التوالي مقابل الدولار الأمريكي، مبتعداً عن أعلى مستوى في شهرين بسبب استمرار عمليات التصحيح وجني الأرباح.

رغم هذا التراجع، إلا أن العملة الأوروبية الموحدة “اليورو” تستعد لتحقيق خامس مكسب أسبوعي على التوالي، بفضل انحسار مخاوف اتساع فجوة أسعار الفائدة بين أوروبا والولايات المتحدة.

حيث قلصت بعض البيانات الإيجابية في منطقة اليورو من احتمالات خفض أسعار الفائدة الأوروبية بعد يونيو. في المقابل، عززت بيانات التضخم الصادرة هذا الأسبوع في الولايات المتحدة احتمالات خفض أسعار الفائدة الأمريكية مرتين على الأقل هذا العام.

تراجع اليورو مقابل الدولار بأكثر من 0.1% ليصل إلى 1.0854 دولار، من سعر افتتاح التعاملات عند 1.0867 دولار، وسجل أعلى مستوى عند 1.0869 دولار.

و فقد اليورو يوم الخميس نحو 0.2% مقابل الدولار، مسجلاً أول خسارة في غضون الأربعة أيام الأخيرة، بعد أن سجل في وقت سابق أعلى مستوى في شهرين عند 1.0895 دولار.

على مدار تعاملات هذا الأسبوع، التي تنتهي رسميًا عند تسوية الأسعار اليوم، ارتفع اليورو حتى الآن بأكثر من 0.8% مقابل الدولار، وهو على وشك تحقيق خامس مكسب أسبوعي على التوالي.

صرح محافظ بنك هولندا المركزي وعضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي، كلاس نوت، يوم الثلاثاء، بأن شهر يونيو قد يكون فرصة جيدة لخفض أسعار الفائدة.

وأكد محافظ البنك الوطني البلجيكي وعضو المركزي الأوروبي، بيير وونش، يوم الثلاثاء، أن أول تخفيضين في أسعار الفائدة الرئيسية بمقدار 25 نقطة أساس أمراً محسوماً.

وأوضح وونش أن التخفيضين الأولين هما الجزء السهل، لكن وتيرة الخفض بعد ذلك ستكون أبطأ مقارنة بتخفيف الاحتياطي الفيدرالي لسياسته النقدية.

توقعات السوق تشير إلى أن البنك المركزي الأوروبي قد يخفض أسعار الفائدة بنحو 25 نقطة أساس في يونيو القادم، وهذا القرار لن يؤثر كثيرًا على اليورو لأنه كان متوقعًا منذ فترة طويلة.

أظهرت البيانات الاقتصادية في أوروبا بعض المفاجآت الإيجابية، خاصة نمو الاقتصاد الألماني بأفضل من المتوقع في الربع الأخير من العام الماضي، بالإضافة إلى ارتفاع معنويات المستثمرين إلى أعلى مستوياتها منذ عامين.

قلصت تلك البيانات من احتمالات وجود تخفيضات أخرى في أسعار الفائدة الأوروبية بعد الخفض المتوقع في يونيو القادم بنحو 25 نقطة، في انتظار المزيد من الأدلة حول تطور النمو والتضخم في أوروبا خلال الفترة المقبلة.

أدت بيانات أسعار المنتجين والمستهلكين الصادرة هذا الأسبوع في الولايات المتحدة لشهر أبريل إلى تعزيز توقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية بإجمالي 50 نقطة أساس في سبتمبر ونوفمبر المقبلين.

قد تصل التخفيضات إلى 75 نقطة كما يتوقع مجلس الاحتياطي الفيدرالي في 2024 إذا استمر تباطؤ التضخم خلال الأشهر المقبلة، مع إفصاح سوق العمل الأمريكي عن المزيد من البيانات الضعيفة.

حالياً، فجوة أسعار الفائدة بين أوروبا والولايات المتحدة عند 100 نقطة أساس، وهي أقل فجوة منذ مايو 2022، ومن المتوقع أن تتسع إلى 125 نقطة أساس في يونيو القادم لصالح أسعار الفائدة الأمريكية.

العملة الأوروبية الموحدة “اليورو” قد سعرت بالفعل هذا التوقع بعد الهبوط لأدنى مستوى في خمسة أشهر في وقت سابق من أبريل الماضي، ويتركز الاهتمام الآن على ما سيحدث بعد القرار المتوقع في يونيو.

0
0
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى