الاقتصادية

فائض الإمدادات للكوبالت يُهدد استقرار السوق

تراجعت أسعار المعادن الرئيسية المستخدمة في صناعة بطاريات السيارات الكهربائية، مثل الليثيوم والكوبالت والنيكل، على مدى الثمانية عشر شهرًا الماضية، ومع ذلك، يعتقد “جولدمان ساكس” أن الانخفاض في الأسعار لم يصل إلى نهايته بعد.

بالتركيز على الكوبالت بشكل خاص، توقع البنك في تقرير نشر هذا الأسبوع انخفاض سعره بمقدار 12٪ إضافي خلال الأشهر الاثني عشر المقبلة، مما يعني تداوله عند 26 ألف دولار للطن المتري، بانخفاض عن التقدير السابق البالغ 28 ألف دولار.

تأثرت أسعار الكوبالت بفائض في العرض، وفقًا لتقرير سنوي صادر عن شركة “دارتون كوموديتيز”، والتي يقع مقرها في المملكة المتحدة، ويتوقع أن يستمر هذا الفائض حتى عام 2028.

تم تعزيز الإنتاج في إندونيسيا وزيادة إنتاج شركة “سي إم أو سي” الصينية في جمهورية الكونغو الديمقراطية، مما زاد من العرض بنسبة 17٪ على أساس سنوي في عام 2023، مقارنة بنمو الطلب الذي بلغ 12٪ فقط، نتيجة لتباطؤ نمو الطلب على المركبات الكهربائية.

جمهورية الكونغو الديمقراطية تعتبر موطنًا لرواسب الكوبالت الرئيسية في العالم، حيث تشكل أكثر من ثلاثة أرباع الإنتاج العالمي.

من المتوقع أن يزيد هذا الزيادة في العرض من هيمنة الصين على الإنتاج وسعر المعدن المستخدم في الإلكترونيات والسيارات الكهربائية.

كشف التقرير أن شركة “سي إم أو سي”، التي يتخذ مقرها في هونغ كونغ، زادت إنتاجها في مناجمها في جمهورية الكونغو الديمقراطية بنسبة 172٪ في العام الماضي إلى 55.526 ألف طن، مما جعلها تتفوق على “جلينكور” كأكبر شركات الإنتاج للكوبالت في العالم، بينما توقعت “جلينكور”، التي يتخذ مقرها في سويسرا، أن يصل إنتاجها من الكوبالت في عام 2023 إلى 42 ألف طن.

أكبر الشركات المنتجة للكوبالت في العالم خلال 2023

الشركة

حجم الإنتاج (ألف طن)

سي إم أو سي

55.526

جلينكور

42.0

 

تتوقع “دارتون” أن تزيد الصين سيطرتها على ما يصل إلى 60٪ من إمدادات الكوبالت في العالم بحلول عام 2025، ارتفاعًا من 54٪ حاليًا، بعدما كانت تتوقع في السابق أن تكون حصتها 50٪ فقط.

بجانب إندونيسيا التي تعمل على زيادة المعروض من الكوبالت كمنتج ثانوي من استخراج النيكل، حيث تضاعف الإنتاج إلى 18.2 ألف طن أو ما يعادل 8٪ من المعروض العالمي.

من المتوقع أن تستمر عملية إعادة التوازن بين العرض والطلب التي ستؤدي إلى انتعاش مستدام في الأسعار لمدة ثلاث سنوات إضافية مقارنة بما كانت “دارتون” تتوقعه في السابق.

على الرغم من أن تراجع الأسعار يعتبر إيجابيًا للمستهلكين لأنه يقلل من تكلفة مكونات السيارات الكهربائية والأجهزة المحمولة، إلا أن انكماش السوق يسبب ألمًا للمنتجين مثل “جلينكور” التي خفضت توقعات إنتاجها لعام 2024.

من ناحية أخرى، تدعم بكين أسعار الكوبالت من خلال شراء الإمدادات الفائضة لتخزينها في احتياطي استراتيجي عندما تتراجع الأسعار إلى مستويات منخفضة للغاية، حيث أشار التقرير إلى أنها امتصت حوالي 21٪ من المعروض العالمي للكوبالت.

0
0
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى