الشركات

فيسبوك..هل يمكننا تخيل عالم بدونه؟

تبدو الفكرة صعبة جداً للتفكير في عالم من دون فيسبوك وإنستغرام، وربما واتساب أيضاً.

الانقطاع الذي حدث يوم الثلاثاء 5 مارس أعاد للأذهان مخاوف كثيرة، تلك التي تلازم الكثيرين منذ ظهور التكنولوجيا، والسؤال الأساسي كان: ماذا لو انقطعت الكهرباء تماماً يوماً ما؟

عبر العقود، أصبح التفكير في ذلك أمراً عبثياً، فانتقلت المخاوف إلى الإنترنت وفروعه، وصار السؤال: ماذا لو توقف فيسبوك فجأة؟

أصبحت حياتنا مرتبطة بشكل كبير بوسيلة التواصل هذه، خصوصاً في المغرب، بينما يعتبر تويتر أكثر إقبالاً في مناطق أخرى حول العالم.

من خلال فيسبوك نأخذ الأخبار، ونكوّن الصداقات الجديدة، ونرصد آراء الناس حولنا، مما يخفف من الصعوبات ويحولها أحياناً إلى “ميمز” وسخرية، ونستطيع تجاوزها.

ثبت فيسبوك أنه قادر على المساعدة في أشياء كثيرة، وبدا هذا واضحاً في أزمة كورونا حين شكل متنفساً حقيقياً أثناء الحجر الصحي.

في الواقع، يصعب تحديد فوائد فيسبوك ومساوئه، ولكن الأكيد أن غيابه عن يومنا سيكون مشكلة حقيقية في البداية، وسيشعر الكثيرون بالتوَهان والضياع خلال يومهم.

الغريب حقاً في كل هذه التطورات التكنولوجية أنها لم تكن موجودة من قبل، وكانت حياة الناس طبيعية وتسير بشكل جيد ولا شك.

لكن مع ظهور هذه التقنيات، تأقلم الإنسان معها وصارت جزءاً لا يتجزأ من يومه.

يتذكر جيل الثمانينات مثلاً أنه كان يغادر في رحلاته ويترك أهله بلا خبر حتى يتلقوا رسالة ورقية أو اتصالاً هاتفياً عبر بقال الحي يؤكد وصولهم بسلام.

وفي بعض الأحيان كان يتعين عليهم الانتظار ليومين أو ثلاثة حتى يتمكنوا من الاطمئنان.

الحياة كانت تسير، والإنسان كان يتأقلم.. شاء أم أبى.

ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في تغيير حياتنا بشكل كبير، ورغم أن بعض الآثار كانت إيجابية وأخرى سلبية، إلا أنها أصبحت جزءاً لا يتجزأ من يومياتنا.

سيكون صعباً وقاسياً فقدان فيسبوك، والأقسى من ذلك أن يلازم المرء “فوبيا” هذا الفقدان، كما حدث سابقاً بخصوص الكهرباء.

لكن الزمن لا يعود إلى الوراء، وإذا غاب فيسبوك يوماً فسيكون ذلك لكي يترك مكانه لبديل أفضل، وستتساءل الأجيال القادمة “كيف كان أجدادنا يتحملون الحياة بدونه؟”

0
0
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى