ارتفع اليورو في السوق الأوروبية يوم الاثنين مقابل سلة من العملات العالمية، مستأنفاً مكاسبه التي توقفت لمدة يومين مقابل الدولار الأمريكي، واقترب مرة أخرى من أعلى مستوى له في شهرين.
و يأتي هذا الارتفاع وسط توقعات بمزيد من الصعود للعملة الموحدة فوق حاجز 1.09 دولار بفضل مخاوف اتساع فجوة أسعار الفائدة بين أوروبا والولايات المتحدة.
و ينتظر السوق هذا الأسبوع المزيد من الأدلة حول التخفيضات المحتملة في أسعار الفائدة الأوروبية، مع توقعات بخفض الفائدة في يونيو المقبل، كما ينتظر المستثمرون إشارات جديدة حول مسار أسعار الفائدة في الولايات المتحدة.
و ارتفع اليورو مقابل الدولار بنسبة 0.2% إلى 1.0884 دولار، من سعر افتتاح التعاملات عند 1.0866 دولار، وسجل أدنى مستوى عند 1.0862 دولار.
و أنهى اليورو تعاملات الجمعة مستقراً بعد انخفاض بنسبة 0.2% في اليوم السابق، في إطار عمليات تصحيح من أعلى مستوى في شهرين عند 1.0895 دولار.
وعلى صعيد التعاملات الأسبوعية، حقق اليورو ارتفاعاً بنسبة 0.95% مقابل الدولار الأمريكي، وهو خامس مكسب أسبوعي على التوالي.
و أصبح السوق مهيأ لتوقعات بقيام البنك المركزي الأوروبي بخفض أسعار الفائدة بنحو 25 نقطة أساس في يونيو القادم. هذا القرار لن يهز اليورو كثيراً لأنه كان متوقعاً منذ فترة طويلة.
و أظهرت البيانات الاقتصادية الأسبوع الماضي في أوروبا بعض المفاجآت الصعودية، خاصة نمو الاقتصاد الألماني بأفضل من المتوقع في الربع الأخير من العام الماضي، بالإضافة إلى ارتفاع معنويات المستثمرين إلى أعلى مستوياتها منذ عامين.
كما قلصت تلك البيانات من احتمالات وجود تخفيضات أخرى في أسعار الفائدة الأوروبية بعد الخفض المرجح في يونيو القادم بنحو 25 نقطة.
و يترقب المتعاملون هذا الأسبوع تعليقات بعض أعضاء البنك المركزي الأوروبي وعلى رأسهم رئيسة المجلس كريستين لاجارد، بالإضافة إلى بيانات القطاعات الرئيسية في أوروبا لشهر مايو، بحثاً عن المزيد من الأدلة حول التخفيضات المحتملة في أسعار الفائدة الأوروبية.
أدت بيانات أسعار المنتجين والمستهلكين الصادرة الأسبوع الماضي في الولايات المتحدة لشهر أبريل إلى ارتفاع تسعير احتمالات خفض أسعار الفائدة الأمريكية بإجمالي 50 نقطة أساس في سبتمبر ونوفمبر المقبلين.
وقد تصل التخفيضات إلى 75 نقطة كما يتوقع مجلس الاحتياطي الفيدرالي في 2024 إذا استمر تباطؤ التضخم خلال الأشهر القليلة المقبلة، مع إفصاح سوق العمل الأمريكي عن المزيد من البيانات الضعيفة.
ينتظر المتعاملون هذا الأسبوع تعليقات بعض مسؤولي مجلس الاحتياطي الفيدرالي حول تطور التضخم وأسعار الفائدة في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى صدور محضر اجتماع السياسة النقدية الفيدرالية الأخير الذي عقد مطلع مايو الجاري.
حاليًا، الفجوة في أسعار الفائدة بين أوروبا والولايات المتحدة عند 100 نقطة أساس، وهي أقل فجوة منذ مايو 2022، ومن المتوقع أن تتسع إلى 125 نقطة أساس في يونيو القادم لصالح أسعار الفائدة الأمريكية.
وقد سعّر اليورو بالفعل هذا التوقع بعد الهبوط لأدنى مستوى في خمسة أشهر في وقت سابق من أبريل الماضي، وأصبح التركيز الآن على ما سيحدث بعد القرار المنتظر في يونيو.
قال المحلل في سكوتيا بنك، شون أوزبورن: “لا يزال الاتجاه الأوسع صعودًا من أدنى مستوى في أبريل سليمًا ويحظى بدعم محاذاة موسعة لمؤشرات الاتجاه الصعودي عبر مؤشرات فنية على المديات اللحظية واليومية والأسبوعية”.
وأوضح أوزبورن أن التراجع الأخير في سعر صرف اليورو مقابل الدولار يبدو تصحيحيًا على المدى اللحظي، وربما يكون قبل دفعة أخرى للتحرك صعودًا صوب مستويات أعلى جديدة في عدة أشهر.
وأضاف أوزبورن: “الصورة الأكبر تشير إلى أن الصعود قد يعيد السوق إلى حاجز 1.1 دولار، ومن الممكن توقع انخفاضات طفيفة إلى منطقة 1.08، لكنها يجب أن تظل مدعومة بشكل جيد”.
